تشهد منطقة مونتريال-نور تحولًا تاريخيًا طال انتظاره، مع الإعلان عن استثمار فيدرالي جديد بقيمة 39.8 مليون دولار لتشييد مركز رياضي ومائي حديث، في إطار ميزانية كندا الفيدرالية لعام 2025. المشروع، الذي تتجاوز كلفته الإجمالية 150 مليون دولار، يُعتبر خطوة مفصلية نحو تعزيز البنية التحتية المجتمعية في شمال مونتريال، بعد سنوات من الدعوات والمطالب الشعبية لتوفير فضاء رياضي متكامل يخدم مختلف فئات المجتمع.

رمز للأمل والوحدة
خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بحضور شخصيات سياسية وفدرالية وبلدية، شدّد النائب الليبرالي عن دائرة بوراسا عبد الحق ساري على أن المشروع "يتجاوز فكرة البناء المادي". وقال: " نحن لا نبني جدرانًا ولا مبنىً فحسب، بل نبني مستقبل شبابنا، وطمأنينة عائلاتنا، ومستقبلًا مزدهرًا لآبائنا وامهاتنا . هذا المركز هو رمز للوحدة والأمل والحيوية في مجتمع شمال مونتريال ".
وأضاف أن المجتمع المحلي "حلم لسنوات طويلة بمكان يجمع الأجيال، ويمنح الشباب فرصة لتطوير قدراتهم، والعائلات فضاءً لتقاسم اللحظات، وكبار السن مكانًا للحركة والتنفس والعيش بكرامة".
وشكر ساري كل من دعم المشروع منذ بداياته، مشيرًا إلى أن "القوة الحقيقية لأي حيّ تكمن في تماسك عائلاته"، وأن المشروع الجديد «سيكون القلب النابض لمجتمع الشمال المونتريالي".

رؤية حكومية للاستثمار في الذات
من جهتها، أكدت وزيرة الصناعة والتنمية الاقتصادية، ميلاني جولي، أن الاستثمار الجديد جزء من خطة شاملة تهدف إلى تحصين الاقتصاد الكندي في وجه التحديات العالمية، مشيرة إلى أن الميزانية الجديدة التي قدّمها رئيس الوزراء مارك كارني ووزير المالية فرانسوا-فيليب شامبان "تسعى لجعل كندا أكثر استقلالية في قراراتها الاقتصادية".
وقالت جولي: "نحن نعيش في عالم أكثر تعقيدًا وخطورة، لكن بينما لا يمكننا التحكم بما يحدث خارج حدودنا، يمكننا أن نتحكم بما يجري داخل بلدنا. هذا هو جوهر ميزانية 2025: أن نكون أسياد قرارنا وأن نستثمر في أنفسنا".
وأوضحت أن التمويل الجديد يأتي ضمن صندوق وطني للبنية التحتية بقيمة 50 مليار دولار، مخصَّص لثلاثة محاور رئيسية:
- المرافق الصحية والتعليمية (المستشفيات، كليات الطب، وغرف الطوارئ)،
- الإسكان الميسور التكلفة لخفض أسعار الإيجارات ومساعدة الأسر على تملك منازلها،
- البنى التحتية المجتمعية مثل المراكز الرياضية والأماكن العامة.
وشددت على أن "الاستثمار في البنية الرياضية جزء من استراتيجية متكاملة لخلق فرص عمل وتحريك الاقتصاد المحلي، فالمركز الجديد سيوفّر وظائف أثناء البناء وبعد الافتتاح، وسيعزز روح المشاركة المجتمعية في المنطقة".
شمال مونتريال... من الحرمان إلى العدالة التنموية
أما رئيسة بلدية شمال مونتريال ، كريستين بلاك، فقد وصفت المشروع بأنه "تحوّل حقيقي" بالنسبة للمنطقة، التي اعتبرت "الوحيدة في مونتريال التي تفتقر إلى مركز رياضي متكامل رغم كثافة سكانها التي تتجاوز 100 ألف نسمة".
وأضافت بلاك أن «المنشأة الجديدة ستمنح الأجيال المقبلة بيئة آمنة وصحية، وتعيد التوازن إلى شرق مونتريال الذي يعاني من فجوات في الخدمات وجودة الحياة". وأوضحت أن الدراسات تظهر أن سكان الشرق يعيشون أعمارًا أقصر من بقية مناطق المدينة بسبب ضعف البنية التحتية الاجتماعية والصحية، معتبرة أن المركز الجديد سيكون "أداة قوية للوقاية الصحية والتنمية الاجتماعية".
ووجّهت بلاك نداءً إلى حكومة كيبيك للمشاركة في التمويل، مؤكدة أن "المجتمع المحلي بأكمله متحد خلف هذا المشروع، ولا أحد يعارضه". وقالت: "نحن لا نبني مبنى فقط، بل نصحّح أخطاء الماضي ونبني مجتمعًا أكثر عدلًا وقوة".
التمويل والجدول الزمني
خلال فقرة الأسئلة والأجوبة مع الاعلاميين، أوضحت ميلاني جولي أن التمويل الحالي يُضاف إلى 15 مليون دولار سبق أن أعلنتها أوتاوا، إلى جانب 88 مليون دولار من بلدية مونتريال. وأشارت إلى أن ارتفاع التكاليف فرض "تحديث السيناريوهات المالية" للمشروع، ما استدعى رفع مساهمة الحكومة الفيدرالية لتغطية الزيادة، مع دعوة حكومة كيبيك لسد الفجوة المتبقية.
وأكد النائب عبد الحق ساري أن الخطوة التالية ستكون تحديد الشكل النهائي للمشروع بالتعاون مع الفرق الهندسية، بهدف إنجاز مبنى موحّد يضم جميع المرافق الرياضية والمائية لتحقيق الكفاءة والاستدامة.
وبيّنت رئيسة البلدية أن الهدف هو إطلاق المناقصة خلال سنتين إلى ثلاث سنوات بدل انتظار عام 2028، مشيرة إلى أن هذا التقدم المالي يتيح "الانطلاق من موقع أقوى نحو التنفيذ الكامل".
كما كشفت أن البلدية ستنشر الرسومات والمخططات المعمارية للمركز قريبًا، فور تثبيت التمويل من جميع الأطراف، مؤكدة أن المشروع سيحدث "أثرًا اجتماعيًا واقتصاديًا ملموسًا، من خلق الوظائف إلى تحسين الصحة العامة".
خطوة في مسار التنمية الوطنية
اختُتم المؤتمر بالتأكيد على أن مشروع المركز الرياضي في شمال مونتريال ليس مجرد مبادرة محلية، بل نموذج مصغّر لرؤية الحكومة الفيدرالية في جعل الاستثمار في البنى الاجتماعية وسيلة لتحقيق التماسك الوطني والنمو الاقتصادي.
وقالت ميلاني جولي في ختام كلمتها: " ما نعلنه اليوم ليس فقط مركزًا رياضيًا، بل استثمارًا في مستقبل كندا — في شبابها وعائلاتها ومجتمعاتها. فكل حجر يوضع هنا، هو حجر في بناء بلد أقوى وأكثر تماسكًا".
الموقع والمعلومات الرئيسية- المشروع سيُقام في منطقة شمال مونتريال في مدينة مونتريال.
الموقع المقترح هو موقع أرينا Garon القديم في Montréal-Nord.
حسب إعلان الحكومة الفيدرالية، المشروع يُبنى على هذا الموقع القديم لـ aréna Garon.
المرافق المخطّطة تشمل: صالة رياضية مزدوجة (gymnase double)، قاعة جمباز، مضمار مشي بثلاثة ممرّات، غرف تبديل، مقاعد جماهيرية، مكاتب إداريّة، بالإضافة إلى قسم مسبح.
الهدف: تمكين سكان شمال مونتريال من الحصول على مركز رياضي ومائي حديث بدل التنقّل خارج الحيّ، وتعزيز الصحة ونمط الحياة النشيط.
ما يجعل الموقع مناسباً
- الأرض التي كان فيها aréna Garon مملوكة للمدينة / الحيّ، مما يقلّل تكلفة شراء التربة ويُسهّل المشروع.
- الموقع في شمال مونتريال يعاني من نقص في البنية التحتية الرياضية: مثالياً لتوفير المركز في تلك المنطقة التي تقدّر عدد سكانها بنحو 95000 شخص أو أكثر.
104 مشاهدة
09 نوفمبر, 2025
935 مشاهدة
08 نوفمبر, 2025
85 مشاهدة
07 نوفمبر, 2025