يبدو أن اعتقال ضابط استخبارات في القوات المسلحة الكندية بتهم التجسس يعود إلى حادثة غامضة أخرى أزعجت المؤسسة العسكرية في البلاد لأكثر من عام. الضابط، ماستر ورتشنت أوفيسر ماثيو شون روبار، تم اعتقاله وتوجيه عدة تهم له في 10 ديسمبر تتعلق بنقل أسرار حكومية عالية الحساسية إلى ما تصفها الوثائق القضائية هذا الأسبوع بـ "جهة أجنبية". وقد أُفرج عنه يوم الاثنين بشروط صارمة. تُظهر الوثائق القضائية أن الاتهامات تتعلق بأحداث بدأت في أواخر 2023 و2024، حيث كان روبار مكلفاً حينها بمقابلة "عدة أفراد يرغبون في الإبلاغ عن مخاوف تتعلق بالقوات المسلحة الكندية". خلال إحدى هذه المقابلات، قالت الوثائق إن "أحد هؤلاء الأفراد أخبر روبار بأنه يجب أن يتحدث مع الجهة الأجنبية". ذكرت صحيفة The Globe and Mail أن الدولة التي يُزعم أن روبار سرب لها المعلومات هي أوكرانيا. لا تحدد الوثائق القضائية الجهة الأجنبية أو جهاز الاستخبارات الأجنبي المعني.

كما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة أن روبار كان في 2023 مكلفاً بمقابلة وتقييم مخاوف مجموعة من ضباط الجيش الكندي الذين قالوا إنهم تعرضوا للتهديد بعد تقديمهم ادعاءات داخلية تفيد بأن الصحفي ديفيد بوجليزي كان يعمل لمصلحة الدولة الروسية من خلال تغطيته للحرب في أوكرانيا، وهو ما ينفيه الصحفي. كان الضباط معنيين بتقارير بوجليزي حول سوء إدارة داخل مؤسستين خيريتين، Mriya Aid وMriya Report، أسستهما مجموعة من المتطوعين المؤيدين لأوكرانيا ومن بينهم عناصر في القوات المسلحة الكندية. Mriya Aid تجمع التبرعات لشراء وإرسال المساعدات غير القاتلة والإنسانية لأوكرانيا، بينما Mriya Report تقدم المساعدات الطبية وتدير قناة يوتيوب مؤيدة لأوكرانيا. المصادر تقول إن الضباط اعتبروا أن تقارير بوجليزي عن مؤسساتهم مجرد جزء من نمط طويل الأمد، حيث كانت مقالاته تخدم أهداف موسكو في تقويض الدعم الكندي لأوكرانيا. تعتمد هذه الادعاءات جزئياً على ملف مؤلف من سبع صفحات يُزعم أنه يظهر اهتمام الـKGB  ( جهاز الاستخبارات الرئيسي في الاتحاد السوفيتي) بالصحفي في أواخر الثمانينيات. وأكد الصحفي بوجليزي أن الاتهامات ضده مفبركة وأن الملف يحتوي على "أخطاء وادعاءات كاذبة" تهدف إلى تشويه سمعته. وأشار إلى أن روبار لم يتواصل معه مطلقاً، ولم تتواصل معه القوات المسلحة أو وزارة الدفاع لإبلاغه بأن ضابط الاستخبارات كان يسأل عنه. وأضاف أن الادعاءات تهدف إلى منعه من التحقيق في سوء استخدام الموارد والتمويل داخل الجيش.