Sadaonline

الغوابي والمنتدى الاسلامي الكندي: صمت السلطات أمام الإسلاموفوبيا يهدد سلامة المجتمع بأكمله

أشارت شرطة تورونتو إلى أنها سجلت 443 جريمة كراهية خلال عام 2024

قالت عائلة مسلمة تقيم في شرق مدينة تورونتو إنها عاشت خلال الأشهر الأربعة الماضية في حالة من الخوف والقلق، بعد سلسلة من الحوادث العنصرية والمعادية للإسلام التي استهدفتهم، والتي تراوحت بين تهديدات لفظية ومحاولات اقتحام.
تقول ماري كارمن لارا فيّانوفا وزوجها خرم شهزاد إن الاعتداءات بدأت في 29 مارس الماضي، في آخر أيام شهر رمضان، عندما حاول رجل يعيش في الحي اقتحام منزلهم في منطقة Upper Beach، وهو يصرخ بعبارات معادية للمسلمين ويوجه تهديدات صريحة، في وقت كانت العائلة نائمة.
وكانت العائلة قد وضعت في فناء منزلها الأمامي مجسمًا مطاطيًا لمسجد، بالإضافة إلى لافتة مضيئة كتب عليها "رمضان كريم"، وهو ما تعتقد الزوجة أنه سبب الاستهداف.
ألقت الشرطة القبض على المشتبه به، وهو رجل يُدعى كريستوفر رانديويتش (53 عامًا)، ووجهت له اتهامات بتهديدات بالقتل وإلحاق أذى جسدي، إضافة إلى تهم تخريب.
لم تقف الأمور عند هذا الحد. فبعد أقل من أسبوعين، تعرضت العائلة لحادثة أخرى، حيث قامت امرأة من الجيران بتوجيه إساءات عنصرية إلى الزوجة، ووصفتها بأنها "إرهابية" بسبب لافتة مؤيدة لفلسطين وضعتها العائلة في فناء المنزل. وأكّدت الشرطة أنها تلقت بلاغًا بالحادثة، لكن لم تُوجَّه أي تهم حتى الآن.  وفي مايو ويوليو، خالف المتهم في حادثة مارس شروط الإفراج مرتين، حيث وجه تهديدًا جديدًا بالقتل، كما اقترب من الزوج خلافًا لأوامر المحكمة، مرددًا عبارات معادية للإسلام حتى أمام الضباط.
وفي هذا السياق قالت لارا-فيّانويفا: "اضطررنا للتكيّف مع العيش في ظل الخوف، لكن إلى متى؟ لقد اتخذنا خطوات لحماية أنفسنا، لكن الأمر منهك نفسيًا وجسديًا". وأضافت أنها لم تعد تدخل أو تخرج من الباب الرئيسي، وتضطر لارتداء قبعة لإخفاء ملامحها، وتركب السيارة عند التنقل إن أمكن.

 

على الرغم من إبلاغ الشرطة والمسؤولين المحليين، تقول العائلة إنها لم تتلقَ الدعم الكافي، مشيرة إلى أن وعدًا بعقد لقاء مجتمعي للسلامة من قبل عضو المجلس البلدي براد برادفورد لم يتم تنفيذه حتى الآن. وفي رد عبر البريد الإلكتروني لقناة CP24، قال برادفورد إنه على دراية بما وصفه بـ"الكراهية الإسلاموفوبية" التي تعرضت لها العائلة، وإنه يعمل مع الشرطة وسلطات المدينة لرفعالوعي والحفاظ على التنوع المجتمعي. وأضاف: "الإسلاموفوبيا غير مقبولة في مجتمعنا وفي بلدنا. لكل إنسان الحق في الشعور بالأمان وممارسة دينه دون خوف من العنف".
من جهتها، قالت ماري مارغريت ماكماهون، عضوة البرلمان المحلي عن نفس المنطقة، إنها على علم بما حدث، ووصفت الوضع بأنه "غير مقبول"، مضيفة أن مكتبها يتواصل مع العائلة ويعمل على تقديم الدعم اللازم.
هذا وأشارت شرطة تورونتو إلى أنها سجلت 443 جريمة كراهية خلال عام 2024، بزيادة قدرها 19٪ عن العام السابق. وشكل المسلمون، إلى جانب اليهود والمثليين والسود، أبرز الفئات المستهدفة. كما وجهت الشرطة 209 تهم جنائية بدوافع كراهية خلال العام.
تعليقا على الحادث قالت أميرة الغوابي، الممثلة الخاصة للحكومة الكندية لمكافحة الإسلاموفوبيا، إنها على علم بتفاصيل الحوادث، ووصفتها بأنها "مقلقة للغاية"، مشيدة بالعائلة لتصرفها بشكل سليم عبر التبليغ وطلب الدعم. وأضافت: "إذا كانت هذه العائلة لا تزال غير آمنة رغم كل الإجراءات، فإن هناك أسئلة مهمة يجب أن تُطرح".
وفي ختام حديثها، قالت لارا-فيّانوفا إن قرارهم بالخروج إلى العلن لم يكن لأجلهم فقط، بل "لرفع الوعي حول العنصرية ضد المسلمين، وتشجيع الأسر الأخرى على التحدث والإبلاغ".
من جهته حذّر المنتدى الاسلامي الكندي من الخطر المتزايد للإسلاموفوبيا في البلاد، مؤكدًا أن "الكراهية، حين لا يتم مواجهتها، لا تتوقف عند من تبدأ به، بل تهدد الجميع". وجاء في بيان نشره المنتدى على منصة "إكس" أن "الإسلاموفوبيا غير المضبوطة تهديد لنا جميعًا".

*صورة المادة الخبرية من صفحة رئيس الوزراء الكندي.