في تقرير جديد صدر عن الأمم المتحدة في 1 يوليو الجاري، وجّهت المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيزي، انتقادات حادة لصندوق الإيداع والاستثمار في كيبيك (CDPQ)، متهمة إياه بالمساهمة في ما وصفته بـ"اقتصاد الإبادة الجماعية" في قطاع غزة، عبر استثمارات بلغت أكثر من 9.6 مليار دولار في شركات مرتبطة بالصناعات العسكرية والبنى التحتية في إسرائيل.
وقالت ألبانيزي خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "من الواضح أن هناك من يربح من الإبادة الجماعية. التقرير يوضح نظامًا هيكليًا متجذرًا لا يمكن إصلاحه، بل يجب تفكيكه."
التقرير، الذي حمل عنوان "من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة"، يسجل تورط 48 شركة، بينها شركات شهيرة مثل Lockheed Martin، Caterpillar، وHD Hyundai، حصلت وحدها على استثمارات مباشرة من صندوق الإيداع والاستثمار في كيبيك CDPQ على الرغم من سياسة الصندوق المعلنة بشأن الاستثمار المستدام وحقوق الإنسان.
ويُشير التقرير إلى أن الصندوق الكندي ضاعف استثماراته في تلك الشركات بين عامي 2023 و2024، حيث: زاد استثماراته في Lockheed Martin ثلاثة أضعاف ورفع استثماراته في Caterpillar أربعة أضعاف فيما بلغت الزيادة في HD Hyundai عشرة أضعاف. ويُظهر التقرير أن صناديق أخرى، مثل الصندوق السيادي النرويجي (Government Pension Fund Global)، استثمر بدوره ما يزيد على 121.5 مليار دولار أمريكي في الشركات المذكورة، حتى 31 ديسمبر 2024.
وصفت ألبانيزي فلسطين بأنها "مسرح جريمة" تتحمل فيها الشركات العالمية، إلى جانب الحكومات، المسؤولية. وذكرت شركات مثل Google، Amazon، IBM، BNP Paribas، Chevron، Volvo وAirbnb كأمثلة على تورط شركات التكنولوجيا والخدمات في دعم البنية التحتية للمستوطنات الإسرائيلية.
كما أوردت أرقامًا تُظهر زيادة في القيمة السوقية لبورصة تل أبيب بنسبة 213% خلال الأشهر العشرين الماضية، محققة أرباحًا تفوق 220 مليار دولار أمريكي، مؤكدة أن الاقتصاد الإسرائيلي موحد ولا ينفصل بين الداخل والمستوطنات.

في السياق ذاته، كشفت "تحالف كيبيك - طوارئ فلسطين"، الذي يضم 52 منظمة محلية منها اتحاد نساء كيبيك ورابطة الحقوق والحريات، أن استثمارات صندوق الإيداع والاستثمار في كيبيك CDPQ بلغت 27.4 مليار دولار في 76 شركة "متورطة في جرائم إسرائيل في فلسطين" حتى نهاية 2024.
وقال الناطق باسم التحالف، ريمون ليغو، في بيان صحفي: "في الوقت الذي تُستخدم فيه الطائرات والجرافات وغيرها من المعدات في تنفيذ الإبادة في غزة، تواصل هذه الشركات تعميق تعاونها مع إسرائيل. إنها مسؤوليتنا المشتركة أن نوقف تمويل هذه الجرائم بأموالنا التي يديرها صندوق الإيداع والاستثمار في كيبيك CDPQ."