Sadaonline

تظاهرة حاشدة دعمًا لغزة في مونتريال : لا لتواطؤ كندا.. لا لقتل الأطفال

ما يحدث في غزة هو عملية احتيال عقارية كبيرة

مونتريال- دارين حوماني


شهدت مدينة مونتريال يوم أمس السبت 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من الكنديين، في مشهدٍ اتسم بالغضب والإنسانية، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ورفضًا لما وصفه المشاركون بـ"الإبادة المستمرة في غزة"، بدعوة من "حركة الشباب الفلسطيني – مونتريال ( PYM Montreal). وقد احتشد المتظاهرون أمام ساحة Place des arts، رافعين الأعلام الفلسطينية والشعارات الداعية إلى وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل وإنهاء الدعم السياسي والعسكري الذي تقدّمه الحكومة الكندية وحكومة كيبيك لتل أبيب. وسارت الحشود في شوارع مونتريال لساعات قبل أن تتوقف أمام القنصلية الإسرائيلية مجددًا.

تميّزت التظاهرة بمشاركة واسعة من النقابات العمالية الكبرى في كندا، من بينها النقابة الوطنية    (CSN)  واتحاد عمال كيبيك(FTQ)، إلى جانب عدد من النشطاء والمثقفين وممثلي منظمات متعددة.

وألقى المتحدثون كلمات أكّدوا فيها على مسؤولية الحكومتين الكندية والكيبيكية في التواطؤ مع الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين، داعين إلى فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل ووقف أي شكل من أشكال التمويل أو الدعم العسكري لها.

كاتيا لولييفر: من الواجب والمسؤولية أن نقف ضد تواطؤ كندا في الجرائم التي تُرتكب في غزة

تحدثت نائبة رئيس النقابة الوطنية الكندية  (CSN National) -التي تُمثّل أكثر من 330 ألف عامل في كندا- كاتيا لولييفر (Katia Lelievre) في المظاهرة مؤكدةً أن من الواجب والمسؤولية أن نقف ضد تواطؤ كندا في الجرائم التي تُرتكب في غزة، ودعت الناس إلى النزول في التظاهرات لدعم الحركة المناهضة للإبادة الجارية هناك. وأكدت أن على كندا أن تتوقف عن إرسال السلاح إلى إسرائيل، وألّا تساهم في تمويل الإبادة في غزة. كما حمّلت كندا، وحكومة كيبيك، مسؤولية التواطؤ في هذه الجرائم، مشيرةً إلى أن النقابة الوطنية (CSN)  تدعم بشكل واضح الحركة من أجل فلسطين.

شانتال إيد: كندا وكيبيك وشركات السلاح الكندية التي تُرسل الأسلحة إلى إسرائيل "لديهم دم على أيديهم"

كما كانت كلمة للأمينة العامة لمجلس النقابة الوطنية في منطقة مونتريال الكبرى (CSN Conseil Centrale Montréal Métropolitain) شانتال إيد  (Chantal Ide)في المظاهرة عن الموقف نفسه الذي صرّحت به كاتيا لولييفر، لكنها ركّزت على أن كندا وكيبيك، إضافةً إلى شركات السلاح الكندية التي تُرسل الأسلحة إلى إسرائيل، "لديهم دم على أيديهم".

وقالت إن هذه الحكومات والشركات تستثمر في تجارة السلاح من أجل الربح المالي فقط، من دون أن تكترث لحقيقة أن هذا الدعم يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف، من المدنيين، بينهم أطفال، في غزة، وفي لبنان، واليمن، وفي المنطقة بأسرها.

وأضافت أن على الناس، وعلى الطبقة العاملة التي تمثلها النقابة  (CSN)، أن يقفوا ضد أي دعم لإسرائيل، وأشارت إلى أنهم مرّروا اقتراحًا (motion) يدعو الحكومتين الكندية والكيبيكية إلى وقف جميع أشكال الدعم لإسرائيل -سواء كان دعمًا عسكريًا أو ماليًا-  والمطالبة بوقف الإبادة المستمرة.

 

مارك إدوار جوبير: نقابة العمال لا تنتظر أحدًا ليؤكد أنها إبادة جماعية، ونطالب فورًا بأن توقف كندا كل أشكال الدعم لهذه الإبادة ولدولة الاحتلال الإسرائيلي

 بدوره شبّه رئيس مجلس نقابة العمال الإقليمية  (FTQ Conseil Régional de Montréal) التي تُمثل أكثر من 102 ألف عامل في مدينة مونتريال، مارك إدوار جوبير (Marc Édouard Joubert) القضية الفلسطينية بالثورة التي قامت في هايتي، موضحًا كيف أن القوى الاستعمارية البيضاء التي جاءت إلى هايتي مارست الاستغلال والعبودية، ثم بعد قرون بدأت تتحدث عن مناهضة العنصرية والاستعمار. وأشار إلى أن الموقف من فلسطين يجب ألّا يُترك لعقود قادمة حتى تعترف الدول لاحقًا بأن ما حدث كان إبادة جماعية.

وأكد أن ما يجري في غزة اليوم هو إبادة، بغضّ النظر عما تقوله الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية (ICC) أو محكمة العدل الدولي (ICJ) مضيفًا أن النقابة لا تنتظر أحدًا ليؤكد ذلك، بل تطالب فورًا بأن توقف كندا كل أشكال الدعم لهذه الإبادة ولدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وختم بالتأكيد على أن نقابة FTQ تدعم جميع التحركات والمظاهرات الداعية إلى أن تقف الحكومتان الكندية والكيبيكية إلى جانب الشعب الفلسطيني.

 

سارة شامي: إسرائيل تواجه واقعًا جديدًا وميزان القوى يتغير

بدورها قالت الناشطة سارة شامي إنه يصادف اليوم مرور عامين على الإبادة الجماعية المستمرة لشعبنا في غزة، "مجاعة ممنهجة لقتل شعبنا بالجوع، ومنع الرضّع من إحياء حياتهم في القطاع. دمروا كل بيت، وأحرقوا كل شبر عشب، وشهد شعبنا الآن كل ما يمكن أن يموت به الإنسان! كل هذا لقتل نضالنا من أجل التحرير".

وأضافت شامي: "ما لم يتعلموه طوال 77 عامًا: كلما اشتد هجومهم، زادت قوتنا! لقد قاومنا بعد عام 1948، وقاومنا بقوة بعد عام 1967، وقاومنا بضراوة بعد أوسلو. تعتقد الإمبراطورية أن النصر يُقاس بكمية الدماء التي تُسفكها، لكن النصر يُقاس بالتضحيات".

وأكدت شامي على أهمية التظاهرات "لقد هزت فلسطين العالم! عندما يسأل الناس إن كانت حركتنا تُحدث فرقًا، يجب أن نُشير إلى شوارعنا، وموانئنا، ونقاباتنا، وسفننا. انظروا إلى إسبانيا، حيث أجبرت الحركة الحكومة على فرض حظر على الأسلحة ووقف سفن ميرسك التي تحمل شحنات عسكرية إلى إسرائيل. انظروا إلى مؤتمر بوغوتا، حيث أعلنت اثنتي عشرة دولة فرض عقوبات على إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إليها. انظروا إلى العمال في أوروبا والمغرب الذين أوقفوا الشحنات بأيديهم، رافضين السماح للأسلحة بالوصول إلى الإبادة الجماعية. انظروا إلى النقابات في إيطاليا التي دعت إلى إضرابات تضامنًا مع غزة. انظروا هنا في كندا، حيث أعلنت شركة كاليان أنها ستتوقف عن الشحن إلى إلبيت بعد أقل من أربعة أسابيع من كشف تقريرنا عن الشحنات المستمرة إلى إسرائيل".

واعتبرت شامي أن "الإصرار على التحرك لأجل غزة تسبّب بحذف مجرم الحرب بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة. قبل عامٍ واحدٍ فقط، استُقبِلَ نتنياهو في الكونغرس بتصفيقٍ حارٍّ، أما الآن فلا يستطيع التحدث إلا في قاعةٍ فارغةٍ من الحضور" مضيفة "لقد بدأ أخيرًا ظهورهم على حقيقتهم. هذه ليست سوى بداية النهاية! جميع الإمبراطوريات تسقط في أوج قوتها. ليس ضعفًا، بل غطرسةً مُطلقة".

وأكدت شامي أن "الكيان الصهيوني يُريد إنقاذ نفسه، ولكنَّه في سبيل ذلك يُريد تحطيم العالم! إنه مُستعدٌّ للاستهزاء بالقانون الدولي وجميع الأنظمة العالمية. لا تنخدعوا بخطة "السلام" الأمريكية المُكوَّنة من عشرين نقطة. هذا الاقتراح كغيره من الاقتراحات السابقة، إنه خدعةٌ سياسية! صُمِّمَ لكسب الوقت لمواصلة الإبادة الجماعية. لخلق غطاءٍ سياسيٍّ للكيان الصهيوني... ولخداعنا!".

وأشارت شامي إلى أن إسرائيل لم تحترم أي اتفاقات قط، وأنها انتهكت كل اتفاق وكل قانون. معتبرة أن "السبيل الوحيد لإنهاء هذه الإبادة الجماعية هو فرض حظر على الأسلحة وعقوبات دبلوماسية واقتصادية شاملة على إسرائيل".

واعتبرت شامي أن المقاومة أوضحت شيئًا خلال العامين الماضيين "أن العدو لن يحقق بالسياسة ما يعجز عنه في ساحة المعركة"، مؤكدة أن "إسرائيل لا تريد السلام، لقد وضعت شعبنا خيارين: الخضوع أو التطهير العرقي. لكن شعبنا يختار التحرير مرارًا وتكرارًا. نختار الحرية، نختار الكرامة".

وأضافت أن إسرائيل تواجه واقعًا جديدًا وأن ميزان القوى يتغير، "ما نراه هو صورة الإمبراطورية التي لا تُقهر، وروابطها المادية تتآكل شيئًا فشيئًا. ودورنا هو ضمان استمرار هذا التآكل. يعتقدون أن شراء التيك توك والمؤثرين يمكن أن يستعيد الرأي العام، لكننا نعلم أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة. لم يعد من الممكن دفن الحقيقة. أموالهم لم تعد تُفيد أحدًا. لا يمكنهم شراء طريقهم للهرب من جرائمهم. والدور اليوم هو جعل أي دعم للصهيونية يأتي بأعلى ثمن".

وتساءلت شامي "عندما يقولون إن الصهيونية والإبادة الجماعية قضية خارجية، ولكن ماذا يعني أن تستثمر شركات كندية مثل هيروكس ديفتيك، وصناديق معاشاتنا التقاعدية، وبنوكنا، وجامعاتنا في الصهيونية؟"، مؤكدة أن الإبادة الجماعية ليست قضية خارجية، "إنها مشروع كندي. إنه مشروع كيبيكي. ولهذا السبب سنلاحق كل شركة، وكل مسؤول منتخب، وكل صندوق تقاعد، حتى ينتهي دعم هذه الأيديولوجية الفاشية".

آراء عدد من المتظاهرين

صرّح عدد من المتظاهرين لموقع صدى أونلاين عن مشاعرهم العميقة تجاه ما يجري في غزة، مؤكدين أن التضامن مع فلسطين هو موقف أخلاقي وإنساني قبل أن يكون سياسيًا، وأن ما يتعرّض له الفلسطينيون اليوم يمثل اختبارًا ضميريًا للعالم بأسره.

 

فيليب ماكماستر (Philip McMaster): "من يقودنا؟ أي نوع من الناس؟ هل هم من كوكب آخر؟ هل لديهم أطفال؟ هل ينامون جيدًا ليلًا؟"

قال فيليب ماكماستر إن حضوره يعود إلى دعمه لفلسطين، وبالدرجة الأولى لأن لديه مشروعًا تحت اسم "جعل الطفولة عظيمة مجدداً" Make Childhood Great Again. وأضاف: "انظروا إلى الشعار؛ كما تعلمون، قال ترامب: اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى، أعتقد أنه غبي. حسنًا، كلهم أغبياء، لكنّ السؤال الأهمّ هو: لماذا نفعل كل هذا؟".

وتابع ماكماستر قائلاً إن "الهدف الأول والأوضح لنا الآن هو أطفال فلسطين الذين يتعرّضون للموت يوميًا"، لكنه طرح سؤالاً أوسع: "ماذا عن بقية أطفال العالم الذين يتعرّضون لصدمة رؤية أطفال آخرين يُقتلون؟ ماذا يفعل ساسَتنا؟ إنهم يرسلون الرصاص لإسرائيل". وكرر التأكيد بقوله إنّ "الغرض من الرصاص هو القتل، القتل فقط. يمكنك إرسال البنادق ويمكنك التهديد بها، لكنّ الرصاص تقتل".

وأضاف: "هناك سبب واحد فقط لإرسال الحكومة الكندية الرصاص إلى إسرائيل: قتل الشعب الفلسطيني" وتساءل "كيف ينامون ليلاً؟" وذهب إلى أن الدول المتواطئة في الحرب لا تقتصر على كندا فقط، بل تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا "كل الدول كذلك"، وأنّ هذه الدول ترسل جيوشها سرًا إلى إسرائيل ويسلّحون الجيش الإسرائيلي سراً".

وأشار ماكماستر أن الأسلحة تُستخدم كثيرًا وسيلةً للتهديد البصري وللسيطرة على الناس، "هنا في مونتريال ليس استثناءً: انظر إلى رجال الشرطة المجهّزين بمعدات مكافحة الشغب المليئة بالأسلحة. هذا العرض في حدّ ذاته تهديدٌ بالعنف. عند رؤية هذا المشهد نفترض فورًا وجود رصاصة في السلاح، وأن الشرطة قد تقرّر إطلاق النار في أي لحظة. والواقع أن هناك سببًا واحدًا لقيام الدولة بتزويد الشرطة أو الجيش بالذخيرة: ليس فقط للتهديد ـ فالتلويح بالسلاح يكفي لذلك ـ بل لأن وجود الذخيرة يدلّ على نية ممكنة للقتل".

وأكّد ماكماستر أن "الرصاصة المطلقة بسرعة عالية فقط هي التي تقتل الأطفال والأسر. وإرسال كندا للذخيرة إلى إسرائيل -إلى جيشها وشرطتها ومقاتليها ومرتزقتها، وليس إلى من يدافعون عن الفلسطينيين- يرقى إلى مستوى توريد ومشاركة فعلية في جرائم قد تكون إبادة جماعية".

وقال: "ببساطة: الذخيرة المصنوعة في كندا تُستخدم الآن لقتل أطفال أبرياء. وعلى المجتمع الكندي أن يواجه مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه هذا الواقع".

وتحدث ماكمستر عن مشروعه "الثروة ضد الحرب" Wealth Against War:

قائلًا: "أدعو الأطباء الدوليين والفلسطينيين وعائلات جميع من قُتلوا برصاص المستوطنين الإسرائيليين، والعسكريين المارقين عديمي الأخلاق، والمرتزقة الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والأستراليين والكنديين، إلى جمع وحماية وإجراء فحوصات جنائية لمعرفة مصدر تلك الرصاصات ومن صنعها، وأصحاب الشركات والعمال الذين صنعوا أدوات القتل هذه بأيديهم. أضيفوا هذه الأسماء وعلاقتها بالإبادة الجماعية وعناوينها إلى القائمة المتزايدة لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية الدولية (بالتواطؤ، والشروع، والتحريض) الذين سيُحاكمون في نورمبرغ 2.0 Nuremburg يجب أن يُعاقب على تقاضي رواتب أو امتلاك أرباح العنف من خلال المساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية. بدلًا من تمجيد أموال "Daddy Warbucks" من بيع الرصاص، امنحوا الأثرياء سبيلًا أخلاقيًا لتكفير أنفسهم".

ثم تساءل ماكماستر بمرارة عن نوعية الناس الذين يقودون المجتمعات: "من يقودنا؟ أي نوع من الناس؟ هل هم من كوكب آخر؟ هل لديهم أطفال؟ هل ينامون جيدًا ليلًا؟ هل لديهم أطفال يتمنون أن يناموا جيدًا ليلاً ويستيقظوا في الصباح سعداء؟".

وأضاف: "كل هؤلاء الناس الرائعون هنا الذين يدعمون فلسطين، هل يفهمون حقاً كم هو مروع ما يحصل في غزة؟".

وحذّر من الخلوّ من الفعل بعد العودة إلى المنازل، موضحاً أن بعض المتظاهرين سيعودون إلى بيوتهم الممتلئة بالكهرباء والمياه الجارية وسيقولون: "خرجنا وتظاهرنا من أجل فلسطين"، لكنهم ما زالوا "يدفعون ضرائبهم لحكومتهم ويسمحون لها بمواصلة التعامل التجاري مع الدول الأخرى". وأضاف: "نحن آمنون الآن، لكن تذكّروا: كل ما يحدث للفلسطينيين، وخاصة الأطفال، سيصيبكم أيضاً؛ العالم يسير في هذا الاتجاه، وفلسطين مجرد حالة اختبار".

وتناول ماكماستر منهجية السيطرة التكنولوجية قائلاً إنّ "هناك في غزة يُستخدم كل ما في وسع التكنولوجيا: الطائرات بدون طيار، تكنولوجيا المراقبة، تقنيات التتبّع، ما يُسمّى معرض الرماية الإنساني"؛ واعتبر أن ذلك "اختبار لنا".

ثم تحدّى الباحثين عن التغيير قائلًا إن كثيرين يعودون إلى بيوتهم "ضعفاء" بعد المشاركة في التظاهرات: "لقد خرجوا إلى هنا وهذا رائع، لكن كم من الناس وقفوا على نفس جانب الطريق ولم يصفقوا؟ وقفوا وشاهدوا كأننا في حديقة حيوانات. أتحدّى كل هؤلاء الناس، كل من يستمع إليّ: من لا يفعل شيئًا؟ لا شيء. يلعبون بتطبيقاتهم". مشيرًا إلى أن "تيك توك صار مملوكًا للصهاينة".

واسترسل ماكماستر متهمًا وسائل الإعلام بالسيطرة: "وسائل الإعلام هنا، كل قطعة منها، خاضعة لسيطرة صهاينة. لذا يمكنك أن تمتلك كل الأفكار الإنسانية، لكنك لن تُخرجها إلا إذا تحدثت إلى عائلتك وجيرانك وأصدقائك وكل من تحبّهم وأهتمّ لأمرهم، وأخبرتهم بما يحدث في غزة".

وحذّر أيضًا من تبعات مستقبلية أوسع، موضحاً أن "الهوية الرقمية، والعملات الرقمية للبنوك المركزية، وغيرها، كل هذه الأشياء تهدف إلى القضاء عليك"، وأضاف: "آسف لأنني متحمّس جداً، لكنّي أعتقد أن المزيد من الناس بحاجة إلى الغضب. أنت تُقتل وأنت لا تعلم".

واختتم بدعوة إلى البحث والمراجعة الذاتية، ثم لفت الانتباه كذلك إلى أن الإعلام العربي يقدّم روايات تتماشى مع سرديات حكومية محلية أحياناً، مستشهداً بمصر حيث تُروّج، بحسبه، روايةً تفيد بوجود ترتيبات بين الجيش والرواية الإسرائيلية. وأضاف أن مجموعات من دول عربية وأجنبية حاولت التقدّم إلى حدود سيناء، فأوقِفت من قِبَل "بلطجية مصريين"، وأن الحكومات دفعت مجرَمين لصدّ المدنيين المؤيّدين لفلسطين. وتسائل إذا كانت مصر إلى جانب فلسطين أم إسرائيل؟ "لقد منعت الحكومة المصرية المتظاهرين من الوصول إلى غزة. لقد منعوهم!!".

 

 

تيم غوغر (Tim Gauger): نفاق الحكومات الغربية هو قولها إننا نؤيد دولة فلسطينية، بينما هم لا يفعلون شيئًا. في الواقع، إنهم يعملون ضد الشعب الفلسطيني تمامًا

قال تيم غوغر قوله إن وجوده في المظاهرة نابع من شعوره بالمسؤولية الإنسانية تجاه ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي تستهدف الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن تلك الجرائم بلغت ذروتها في عام 2023 لكنها لم تبدأ حينها بل كانت تحدث سابقًا أيضًا.

وأضاف تيم: "تريد إسرائيل إبادة الشعب الفلسطيني أو طردهم جميعًا". وأوضح أنه، بصفته "شخصًا أبيض" ذا امتيازات كبيرة، لم يتعلم سابقًا شيئًا عن واقع حياة الفلسطينيين، لذا فإن حضوره هنا هو لإعلان التضامن معهم بغضّ النظر عن الفوارق العرقية والدينية والاجتماعية والاقتصادية: "أنا أعمل وأعيش متضامنًا معهم. هذا هو أهم شيء يجب فعله. إنهم بحاجة إلى تضامن الجميع".

وعن خلفية الصراع، اعتبر تيم أن الأمر يتجاوز حادثة عابرة إلى سياسة إمبريالية تهدف للسيطرة على المنطقة. وأشار إلى تقارب إسرائيل مع الولايات المتحدة منذ انطلاق "حرب الإرهاب" عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وما أتاحته هذه الشراكة من "حرية" لإسرائيل في عمليات "محاربة الإرهاب" التي لا تعرف حدودًا، بحسب قوله. وأضاف "إسرائيل لا تكتفي بقصف دول مجاورة مثل لبنان واحتلال مرتفعات الجولان، بل تغتال الناس يوميًا في الضفة الغربية"، كما ذكر وجود انتشار مستمر للمستوطنات في الضفة الغربية وازدياد الحديث عن ضمّها.

وانتقد تيم ما وصفه "نفاق الحكومات الغربية": "نفاق الحكومات الغربية هو قولها إننا نؤيد دولة فلسطينية، بينما هم لا يفعلون شيئًا. في الواقع، إنهم يعملون ضد الشعب الفلسطيني تمامًا، ويتركون السلطة الفلسطينية في مكانها"، مبرزًا أن بقاء قيادة السلطة الفلسطينية الحالية -وذكر اسم أبو مازن- يعد جزءًا من المشكلة، داعيًا إلى وضع شخص يهتم فعلًا بالشعب الفلسطيني بدلًا ممن وصفهم بـ"رجال السلطة" الذين يخدمون مصالح خارجية.

وتحدث عن دور قوى أخرى في قمع الفلسطينيين، مستذكرًا أن جيشًا أو ضباطًا أجانب (بحسب قوله) شاركوا في تدريب قوات السلطة الفلسطينية لقمع المدنيين: "كان هناك جنرال أميركي مسؤول عن فلسطين... كانوا يدربون قوة شرطة السلطة الفلسطينية لقمع شعبهم".

وذكر كذلك ممارسات قمعية بحق المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية من ضرب وتجويع واعتداء جنسي وإكراه أطفال على توقيع اعترافات لم يرتكبوها، واصفًا ذلك بأنه جزء من سلسلة الانتهاكات التي تُنسى أو لا يُؤخذ بها على محمل الجد. مستذكرًا: "سموتريتش قال: سنجوّع هؤلاء السجناء الفلسطينيين".

وأضاف "يُجبر الأطفال السجناء على توقيع اعترافات بالعبرية. إنهم لا يعرفون العبرية، ثم يُعذبون أيضًا للحصول على معلومات ويُدلون باعترافات كاذبة. كل هذه الأمور تُضاف إلى أسباب حاجتي للتواجد هنا والقيام ليس فقط بهذا القدر، بل أيضًا بأي تنظيم أستطيعه لرفع مستوى الوعي".

وختم تيم "كثيرون يستقون معلوماتهم من وسائل إعلام تكذب عليهم، وأن هذا يستدعي مزيدًا من العمل الجماعي والتوعية".

 

 

هيلين سيمارد (Hélène Simard): لا أفهم لماذا لم نعاقب إسرائيل ولم نقاطعها منذ عامين

عند سؤالها عن سبب وجودها في المظاهرة، قالت هيلين سيمارد: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي أرغب في التواجد بها. أنا هنا معكم للمساعدة إن استطعت، بأي طريقة ممكنة، وأسبوعيًا أنا هنا".

وأضافت: "أعتقد أن أطفال غزة… أي شخص، رجال، نساء، أطفال، كل من هناك… ما يحدث لهم قد يحدث في أي مكان آخر من العالم". وتابعت قائلة: "أنا لا أفكر في نفسي أو مستقبلي، بل أفكر فيهم، في حاضرهم ومستقبلهم، هذا كل شيء".

وعن المشاركة الملفتة للكنديين في مونتريال قالت هيلين إنها تشعر بخيبة أمل كبيرة من كندا: "أنا سعيدة بوجود هذا العدد من الناس اليوم، لكنه كان يمكن أن يكون أكبر بكثير. شاركت في مظاهرات عديدة هنا، ولم يكن هناك الكثير من الناس. كنت موجودة دائمًا، لكنني فوجئت بأن الأعداد لم تكن أكبر".

وأضافت: "كندا لا تزال ترسل أسلحة عبر الولايات المتحدة سرًا، وهذا أمر فظيع… عارٌ عليهم وعارٌ علينا. وحتى كيبيك نستثمر أموالنا في ما يحدث هناك، إنه أمر مروع. لا أفهم لماذا لم ننظم مظاهرات أكبر ولم نعاقب إسرائيل ولم نقاطعها منذ عامين. كان يجب أن نقاطع ماكدونالدز بالكامل مثلًا. كنت أتوقع أن يكون خاليًا الآن، لكنه ليس كذلك. لا أفهم ذلك".

وختمت بالقول إنها ستكون حاضرة في الانتخابات القادمة، مؤكدةً أن ما يدفعها هو "الإنسانية ومشاعرها تجاه البشر".

 

 

آدم بيرغيرون (Adam Bergeron): ما يحدث في غزة هو عملية احتيال عقارية كبيرة

قال آدم بيرغيرون عن سبب وجوده في المظاهرة: "أولًا، أنا مُدرك للقضية لأنني أعمل في مستشفى، وأكره رؤية المستشفيات تُقصف، خصوصًا عندما يكون الضحايا أطفالًا. كما أنني سئمت من رؤية حكومتي متواطئة في الإبادة الجماعية".

وعن رسالة يوجهها للحكومة الكندية بشأن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل والولايات المتحدة سرًا، قال: "أقول لهم أن يتدخلوا، أن يضعوا أقدامهم على الأرض ويقولوا كفى، وأن يحاولوا وقف الإبادة الجماعية بنشاط، لأنهم يتغاضون عنها بدل أن يتدخلوا. وفقًا لمصالحهم، يتدخلون أو لا يتدخلون. وبما أنها إسرائيل، فكل شيء مباح. بدلًا من التوقف، لا يطبقون قيمهم الخاصة عالميًا. هذا رأيي".

وأضاف: "أعتقد أن استعمار فلسطين ليس مسألة يهودية بقدر ما هو مسألة إمبريالية غربية. الإمبريالية تمنح صلاحيات هائلة لبعض الناس وتنتزعها وتتغذى على نزع سلطة الآخرين. أتذكر بشكل خاص صهر ترامب الذي قال إن الحل هو العقارات. وأعتقد أن ما يحدث في غزة هو عملية احتيال عقارية كبيرة، إنهم يحطون من قدر الناس لكسب المزيد من المال. هكذا أرى الأمر".

 

الصور: صدى أونلاين وحساب فيسبوك pym